المزيد
جرش: الحطب وسيلة التدفئة للفقراء ومافيات تستغل المواطنين لبيعه

التاريخ : 02-12-2017 |  الوقت : 10:29:36

يستقبل مواطنون في جرش فصل الشتاء الذي يقرع الأبواب، بالتحضير لمواجهة الارتفاع المتواصل في أثمان المحروقات وتآكل الدخل الشهري، عن طريق الاعتماد على مادة الحطب.
يقول الستيني ناجي العياصرة، إن الكثير من الأهالي يستخدون الحطب وفي بعض الأحيان الجفت، كوسيلة للتدفئة مع انخفاض سعرها إذا ما قورنت بجالونات الكاز وأسطوانات الغاز وثمن الكهرباء التي تشغل مكيفات التدفئة.
وأضاف العياصرة أنه قام بشراء الحطب من التجار باكرا هذا العام لتأمين اولاده بوسيلة تدفئة مناسبة، لا سيما وان الحطب يعتبر أفضل طريقة للتدفئة، لافتا إلى شرائه 2 طن من الحطب هذا العام لتغطية حاجة أسرته، بينما لا تقل التكلفة عن 800 دينار إذا اعتمد على وسيلة تدفئة أخرى، فضلا عن أن مدفئة الحطب تستخدم في الطبخ وتسخين الماء وتجفيف الملابس، ويمكن حرق الملابس القديمة والأحذية البالية في نهاية الموسم وعند نفاد كمية الحطب.
ويؤكد أمجد الزعبي ارتفاع كلف وسائل التدفئة المختلفة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات تقشفية؛ منها وضع المدفئة في غرفة واحدة تجتمع فيها كل أفراد الأسرة والاعتماد على مادة الحطب.
وأضاف الزعبي أن ارتفاع أسعار المحروقات سيدفع الكثير من العائلات للاستغناء عن إشعال التدفئة التي تعتمد على أسطوانات الغاز والكاز أو الكهرباء، والبحث عن أساليب أخرى تقيهم برد الشتاء وأقل كلفة، وهو يستخدم كغيره من الأسر ذات الدخل المحدود مدافئ الحطب منذ 5 سنوات.
وبين أن الحطب يستخدم في إعداد المشروبات الساخنة من القهوة والشاي والطبخ وتسخين الماء مما يوفر على الأسر استخدام الغاز المنزلي حتى لو كان هذا التوفير شيئا بسيطا.
وتقدر حاجة الأسر من الحطب في فصل الشتاء ما بين طن ونص إلى 3 أطنان سنويا، وهذه الكميات يقدر ثمنها بـ700 دينار، أما باقي وسائل التدفئة فلا تقل تكلفتها عن ألف دينار في كل فصل، وتتطلب توفر سيولة مالية لشرائها تباعا، أما الحطب فيتم شراؤه في بداية الفصل وتركه طول فصل الشتاء في المنزل، وهذا يعكس سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، وآثار الارتفاعات المتتالية في أثمان وسائل التدفئة، وفق الناشطة فاطمة محمد.
وتوضح أن الاوضاع الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة وتآكل دخول المواطنين، دفعت بالناس الى البحث المتواصل عن بدائل وسبل للعيش والتأقلم مع المتغيرات التي تطرأ على حياتهم.
وبينت ان معظم قرى محافظة جرش تمتاز ببرودة طقسها في فصل الشتاء، وتحتاج الأسر إلى ميزانية خاصة، لغاية توفير إحدى وسائل التدفئة ومنها الكهرباء أو الوقود أو الحطب والجفت.
إلى ذلك بدأت مافيات بيع الحطب بالظهور تدريجيا وبيع الحطب بأسعار خيالية استغلالا لحاجة المواطنين لهذه المادة مع بدء فصل الشتاء، وهم يعملون في ساعات متأخرة من الليل باستخدام أجهزة كاتمة للصوت وفي مناطق نائية وبعيدة، بعد دراسة المواقع والتأكد من خلوها من الطوافين والأحياء السكنية القريبة منها وفق التاجر محمد الرواشدة.
وقال الرواشدة إن التجار الذين يقومون بالحصول على الحطب بطرق غير قانونية يبيعونه بأي سعر وحسب الموسم والاصناف التي يقومون ببيعها هي السنديان واللزاب كون هذه الأنواع الأكثر طلبا في الاسواق.
وبين أن تجار الحطب الحاصلين على تراخيص من وزارة الزراعة يحصلون على الحطب من خلال المواطنين الذين يقومون بقطع الأشجار من ملكياتهم الخاصة ومعظمها أشجار زيتون وليمون ومشمش.
إلى ذلك قال مصدر مطلع في زراعة جرش ان الطلب على الحطب مرتفع جدا في هذا الوقت من العام، حيث تقدر عدد طلبات الحصول على الحطب بالمئات والمديرية لا تتوفر فيها أي كميات باستثناء كميات بسيطة جدا يتم تجميعها من خلال الأغصان الجافة والمكسورة عبر فرق الاستثمار التي تعمل في الموقع على مدار الساعة، وفي حال توفر الحطب يتم بيع كل متقدم بطلب طن واحد وحسب أقدمية الطلب.
وتقوم مديرية زراعة جرش بتكثيف الجولات التفتيشية ودوريات المراقبة على مدار الساعة في الغابات والأحراش، وذلك لزيادة الاعتداء على الأحراش، خاصة في المناطق البعيدة عن المراقبة بحسب ذات المصدر، كما قامت باستحداث أبراج مراقبة في قمم الجبال ومفرزة أمنية في دبين للحد من هذه الاعتداءات على الثروة الحرجية.
وتقوم مديرية الزراعة في كل عام بمنح المواطنين الذين يملكون قطع أراض فيها أشجار حرجية رخص استثمار لغاية تقليم أو إزالة الأشجار الحرجية لغايات الاستفادة من حطبها في فصل الشتاء.
أما المواطنون الذين لا يملكون قطع أراض يتم منحهم تراخيص للحصول على الأغصان الجافة والتالفة والمتساقطة في أماكن محددة تحددها مديرية الزراعة في الغابات لغاية الحصول على الحطب بدون أعباء مالية.وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك