المزيد
الأردن الـ بعيد عن "الربيع العربي" الاقرب من الأزمة الأوروبية

التاريخ : 30-11-2012 |  الوقت : 03:25:10

شهد الأردن خلال الأسبوعين الماضيين احتجاجات وإضرابات على خلفية قرار الحكومة رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وسط تخمينات تقول إن البلاد ربما تعيش على خطى ثورات "الربيع العربي"، بينما يرى مراقبون أن ما جرى أقرب إلى ما تمر به دول أوروبية من ضائقة مالية واقتصادية مستعصية "اليونان، أسبانيا" منه إلى أحداث "الربيع". 

ويقول هؤلاء إن النزوع إلى المسارعة في مقارنة ما يجري في الأردن مع باقي دول الربيع العربي لا يستند إلى مقارنة دقيقة، باعتبار أن عناصر المشهد الأردني لها خصوصياتها. 

ويضيف المراقبون أن الأردن مر بأزمات اقتصادية سابقاً، وفي كل مرة كان يرتكز عليها لتحقيق انفراجة سياسية، مثال ذلك أحداث الخبز في تسعينات القرن الماضي والتي قادت إلى ارتفاع في مستوى الحريات والتعبير، وكذلك أحداث عام 1989 المعروفة بـ"هبة نيسان" فقد كانت المدخل لعودة الحياة البرلمانية ووقف الأحكام العرفية. 

وتوقع هؤلاء أن يوظف الأردن احتجاجات رفع الدعم عن المشتقات النفطية في الدفع نحو الإصلاح السياسي من خلال الانتخابات القادمة. 

إلى ذلك، يكشف المتابعون عن أن الأردنيين سواء كانوا من قوى الأمن أم من الطبقة السياسية "مقربين من النظام، أو معارضة" عملوا على منع انزلاق البلاد إلى العنف الأهلي تحسبا لأن يصير الوضع شبيها بما يجري في الجارة سوريا، والتي قذفت إلى البلاد بآلاف المهجّرين. 

وبخصوص الشعارات المرفوعة في الاحتجاجات التي خرجت عن بعدها الاجتماعي إلى المجال السياسي كما حدث في تونس ومصر، فإنها كانت شعارات محدودة، ولم تتبنها أي جهة سياسية بما في ذلك الإخوان المسلمون الذين يحرصون على الدفع باتجاه "ربيع أردني" لتحقيق أجندة التنظيم الدولي. 

ويلفت أحد المتابعين إلى أن شعارا مثل شعار "إسقاط النظام" تم رفعه في مرات محدودة، ولم يكن شعارا رئيسيا للاحتجاجات، وأن هناك تركيزا إعلاميا عليه أكبر من التداول الفعلي له خاصة من بعض الفضائيات التي امتهنت التضخيم والتوظيف. 

ويشير المتابع إلى أن ملك الأردن نفسه قد توقف عند هذا الشعار وناقشه مطولا في خطاب حديث له بتاريخ 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2012، وأن الشعار ليس من التابوهات كما تصوره وسائل الإعلام الخارجية. 

ويؤكد المتابعون للشأن الأردني أن هناك مؤشرات عديدة في الأردن تؤكد استمرار الإجماع على شرعية النظام، أهمها ما جاء في التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركات المحلية في البرامج التفاعلية للإعلام الأجنبي والتي تأتي في غاية التوازن والعقلانية والتمسك بالنظام. 

ويضيف هؤلاء أن ثمة توافقا في الساحة الأردنية "سياسيين وفعاليات أهلية" على عدم المس بالملك، والتأكيد على أن القوى الفاعلة تدعو إلى إصلاح النظام لا إلى إسقاطه. 

واستثنى المتابعون من هذا التوافق التنظيم الإخواني الذي لا يفكر من منطلق أردنيته، وإنما بتعليمات تأتي من الخارج. وتوقع هؤلاء أن يحاول الإخوان استثمار الوضع الاقتصادي الصعب لتحقيق مكاسب سياسية. 

وأشاروا إلى أن السياسات الاقتصادية التي يعترض الإخوان على تطبيقها في البلاد هي ذات السياسات التي تطبقها الحكومات الإخوانية في المغرب وتونس ومصر، وتنفتح بمقتضاها على المنظمات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي، ما يعني أن الاعتراض الإخواني مجرد غطاء سياسي ولا يعكس في حقيقته برنامجا أو سياسات اقتصادية اجتماعية مختلفة. 

وفي سياق متصل بنقد الدور الإخواني اتهم محافظ مدينة العقبة الساحلية الأردنية فواز إرشيدات الإخوان المسلمين بجر البلاد إلى حرب أهلية، وقال "أنا خائف على الأردن، هناك ما يحاك في الظلام على الأردن، وهناك محاولة وأتمنى أن تكون فاشلة، وجرّنا إلى حرب أهلية هو ما أخشاه". 

وتابع "يقول الإخوان المسلمون نحن لسنا ضد النظام، والملك " عبدالله الثاني " خط أحمر، ومع ذلك كل هتافاتهم تجاوزت الخطوط الحمراء". 

ويقول المراقبون إن منع انزلاق الأردن إلى "الربيع العربي" مرهون بالدعم الخليجي السريع لامتصاص الغضب الشعبي على ارتفاع الأسعار وأزمة البطالة.



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك