المزيد
ضعف اهتمام المدارس بالنشاطات اللامنهجية يضعف شخصية الطالب

التاريخ : 22-10-2017 |  الوقت : 10:40:11


ان تكون السنوات الاثنتا عشرة التي يقضيها الطالب على مقاعد الدراسة مثمرة من جوانب عدة لا تقف عند الحدود الاكاديمية فحسب مسؤولية تغفل عنها العديد من ادارات المدارس والمعلمين في المدارس الخاصة وتكاد تكون معدومة بالمدارس الحكومية.

القراءة والفنون والدراما جوانب مهمشة في اغلب المدارس بالرغم من اهميتها وفائدتها للطلاب فلا يزال المعلم يتعامل مع الطالب ضمن حدود المنهاج فان اتقن قراءة الدرس كان طالبا مجتهدا وان كتب على دفتره مفردات اللغة كان مميزا وان تمكن من حل مسألة رياضية كان مبدعا وان حصل الطالب على اعلى المعدلات بالشهادات المدرسية فهو طالب مميز بلا جدال... هي ذات المفاهيم الروتينية السائدة منذ سنوات طويلة بالتعامل مع الطالب من منظور واحد فقط وتقييمه باطار واحد لا يخرج عن حدود المنهاج.

وتغفل باقي الجوانب الاخرى من الفنون والنشاطات الرياضية واللامنهجية فيعاني الطالب من ضعف واضح بالمعرفة والمعلومات الحياتية الاخرى الى جانب عدم الاهتمام بميوله واهتماماته ودعمها لينصب اهتمام المعلم والمدارس على الجانب الاكاديمي دون غيره.

كثيرة هي الامثلة الواقعية لطلاب متميزين بالجوانب الاكاديمية لكنهم يعانون من ضعف واضح في شخصياتهم وعدم قدرتهم على التسلح بالمعرفة او ممارسة هواياتهم وتنميتها في المدارس ليبقى الطالب يعيش في دائرة مغلقة حدودها المنهاج الاكاديمي فقط.

الدراما والفنون الاخرى في كثير من الاحيان تكون مفتاحا لحل مشكلات عديدة يعاني منها الطالب سواء اسرية او اجتماعية فمن خلال التمثيل والدراما يمكنه ان يعبر عما يحياه ويمكنه ان يرى نفسه في هذا المكان.

ومن خلال الالوان والرسم يستطيع ان يعبر عما بداخله في الوقت الذي لا تجد المعلمة وقتا كافيا لمخاطبة طلابها الا بما يتعلق بالجانب الاكاديمي فالمعلمون لا يؤمنون بمثل هذا الفكر والتوجه عند التعامل مع الطلاب بل غالبيتهم لا ترى باقناع الطالب بمادة المنهاج وترغيبهم بها مسؤولياتهم فكيف سيكون الحال باهتمامهم بالجوانب الاخرى.

علاوة على عدم اهتمام وزارة التربية والتعليم بالجوانب اللامنهجية بالمدارس الحكومية وعدم توفر الموارد البشرية والمادية لدعمها فحصص الفنون والرياضة والتربية المهنية والاجتماعيات لا تعطى حقها بل يتم تهميشها على حساب الحصص الاكاديمية الاخرى ليتم توجيه الطلاب بعد ان يصلوا للصف العاشر وهي مرحلة الاختيار للطالب للجوانب المهنية او الصناعية او الفنية دون ان يتم تاهيله منذ الصغر لذلك او تنمية مواهبه ليتمكن من اكتشافها وتقبلها والتعامل معها واختيارها بمرحلة عمرية معينة.

الدكتورة خولة عايش خبيرة تربوية قالت ان هذه الجوانب على قدر مهم بحياة الطالب التي يقضيها على مقاعد الدراسة لكن هي ليست مفعلة بالمدارس بشكل جاد.

واضافت: اللوم لا يلقى على المعلم لوحده لان تدريس مادة التربية المهنية والدراما وغيرها يتطلب توفر الامكانيات المادية والموارد الاخرى بالمدارس ليتمكن المعلم من تطبيقها على ارض الواقع كما ان تعيين معلم واحد لكافة المراحل العمرية للطلاب ينهك المعلم ويفقده قدرته على اعطاء هذه المواد حقها الكامل.

واشارت الى ان التعامل مع الطالب خاصة بمراحل التعليم الاولى يجب ان تاخذ بعين الاعتبار اهمية النشاطات اللامنهجية والتركيز على الفنون والدراما لقدرتها على محاكاة شخصية الطالب وتعزيزها وقدرته على اعتماده على نفسه ومواهبه ودعمها.

وأكدت عايش ان هناك عددا كبيرا من المدارس تعاني من ضعف الموارد والامكانيات ولا يمكنها ان توفر لطلابها اي نشاطات اخرى او تنميتها في حين لو تم دعم هذه المدارس واهتمام القائمين على سياسات المدارس والتعليم بهذه الجوانب بحياة الطالب لتحسن الوضع كثيرا مشيرة الى ان الاهتمام ينصب دوما على المنهاج الاكاديمي وافراد اكبر حصص لها في حين الجوانب الاخرى مهمشة وتعتمد على مدى ايمان مدراء المدارس بها وتوجيه المعلمين على تطبيقها مع الطلاب بشكل او باخر.

وبينت ان الدراما يمكنها ان تدخل في جميع المواد التي يعلمها المعلم لطلابه ويمكنه استخدامها كاسلوب بافهام الطالب والتعبير عن المعلومات التي تلقاها لكن واقع الحال مختلف فالجميع يهتم بالجانب الاكاديمي فقط لتبقى استخدام هذه الجوانب وعدم توظيف الامور الاخرى بها محكوم بمدى ايمان المعلم بها ودعم ادارة المدرسة له وتوفير الامكانيات المادية والمعنوية.

وفيما يتعلق بالمطالعة خارج حدود المنهاج اشارت عايش الى ان الطالب مثقل بالمنهاج فهو ما ان يعود لبيته حتى تكون عليه مسؤولية الدراسة امام كم كبير من المنهاج فلا يجد وقتا كافيا لمطالعة كتاب كما ان كثيرا من المدارس لا تخصص حصة مكتبية يقوم بها الطالب بالقراءة او استعارة كتاب مما يؤثر سلبا على رغبة الطالب بالقراءة والمعرفة في حين ان هناك ايضا بالمقابل مدارس اخرى تنمي موهبة المطالعة لطلابها وتدعمهم من خلال مسابقات عديدة.

ويرى اخصائيون تربيون ان عدم التركيز على الجوانب اللامنهجية لدى غالبية طلاب المدارس يضعف قدراتهم الفكرية ويضعهم امام تحديات الحياة عند التخرج من المدرسة.

واشاروا الى ان استخدام الدراما والفنون بالمدارس مرهون بمدى ايمان ادارات المدارس بها ودعمها وتوفير الموارد لها وهو امر يكاد يكون معدوما في المدارس الحكومية ونادرا بالمدارس الخاصة خصوصاً وان عبء المنهاج ومطالبة المعلم بانهائه بوقت محدد لا يعطي الفرصة للمعلم لتوظيف الدراما او الفنون باساليب التعليم الحديثة.

واكدوا ان هناك مسؤولية ودورا لوزارة التربية التعليم من خلال توزيع الحصص المدرسية والمنهاج على المدارس وتوجيهها لافراد حصص لاهتمام بهذه الجوانب التي لا تقل اهمية عن الامور الاكاديمية بحياة الطالب.

فان نعطي الطالب ورقة ليرسم عليها وان نقرا رسوماته كما يجب وان نمنح الطالب فرصة بان يقوم بدور ما عن طريق استخدام الدراما كاسلوب تعليمي مهم امور ليست هامشية بحياة الطالب لكنها ليست على سلم الاولويات ضمن نطاق فكري واساليب تعليمية لا تزال ترى الطالب وفكره ومواهبه ضمن حدود المنهاج فقط وبين حروف الابجدية ليقضي الطالب اثني عشر عاما على مقاعد الدراسة لا يستطيع ادارة حوار ويشعر بالخوف ان وقف امام الطلاب بالاذاعة المدرسية.. ونتساءل بعدها لماذا الطلاب لا يتوجهون للتخصصات المهنية او الفنية ولا يجدونها على قدر من الاهمية الى جانب التخصصات الاخرى ولا يجدون انفسهم بها بالرغم من ان نفوسهم ومواهبهم تميل لها لكنهم لم يجدوا يوما ما من يدعمها ويطلق لها العنان لتكون شيئا هاما بحياتهم المستقبلية..

 

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك