المزيد
(المهور) والظروف الاقتصادية ترفع (العنوسة) في الأردن

التاريخ : 08-10-2017 |  الوقت : 10:18:27


لم تعد مشكلة العنوسة في مجتمعنا تخفى على أحد، وكذلك الأسباب التي تدعم هذه الظاهرة الخطيرة والآثار المترتبة عليها.

وبين الأهل والمجتمع، يقف الشباب والفتيات أمام مأزق العنوسة، وبالتالي تكوين الأسرة التي هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع.

ولا تخفي الشابة منى (...) قلقها على مستقبلها، بعد أن وصل بها العمر إلى سن الثلاثين، دون أن يكون هناك شريك تبادله سعادة الحياة.

منى تعترف بأن أهلها «كانوا السبب وراء تأخر زواجها»، وتستذكر «يوم كان عدد من الشباب يقفون بباب المنزل يريدون خطبتي، ولكن شروط أهلي حالت دون ذلك».

وتبين «كان اهلي يطلبون 7 آلاف مهراً لي بالاضافة إلى منزل للزوجين وفق شروطهم»، ما «جعل العريس تلو الآخر ينفرون من الشروط».

حال منى ينطبق كثيراً على ملاك (...) التي صارت في الخامسة والثلاثين من عمرها، دون زوج، بسبب الشروط القاسية لكل من تقدم لها من الشباب.

وتضيف «ملاك» إلى المهر والسكن، شروطاً أخرى وضعتها اسرتها على هؤلاء الشباب، أبرزها أن يكون حفلا الخطبة والعرس في فندق خمس نجوم.

ورغم موافقة الشاب محمد السالم لحديث منى وملاك، إلا أنه يرفض اعتبار المهور هي وحدها المانع الأول له للزواج.

ويقول السالم (35 عاماً) إن الظروف الاقتصادية الصعبة وراتبه المتواضع والذي يبلغ نحو 300 دينار، هما العائق الأول الذي حال دون زواجه حتى الآن وبالتالي تكوين أسرة.

مدير جمعية العفاف مفيد سرحان يؤكد «أن هنالك ارتفاعاً في قيمة المهور مقارنة مع الفترات السابقة».

ويعلل ذلك بعدة اسباب منها ارتفاع تكاليف الزواج وتغير النظرة الاجتماعية لموضوع الزواج وايضا ما نسميه حرص كثير من الاسر على مقارنة مهور ابنائها (الابناء والبنات) بالآخرين من حيث القيمة نظرا لما يسود المجتمع من نظرة تعتمد على التقليد والمباهاة والتركيز على الامور المالية او المادية للحياة ظناً من البعض ان ارتفاع المهر يزيد من قيمة الفتاة ويساهم في تأمين مستقبلها من حيث استمرارية الزواج.

ويقسم المهر الى قسمين: مهر مؤجل ومهر مؤخر، فيما يتبع البعض ذلك بما يسمى بتوابع المهر من منزل واثاث وغيرهما.

ويجد سرحان أن زيادة متطلبات الحياة ساهمت في تغيير النظرة الى قيمة المهر، حيث ان البعض في المقابل يسمي (مهر قليل) مقابل وضع شروط اضافية على العقد تتعلق بمقدار الاثاث وجهاز العروس وطبيعة المسكن.

ويذكّر سرحان بأن المهر حق للمرأة وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على التقليل من المهور حيث قال «اقلكن مهوراً اكثركن بركة».

وينوه بانه لا يتوقف الامر في تكاليف الزواج عند المهر حتى وان كان قليلاً اذ ان ذلك قد يشكل جزءاً من التكاليف والتي تشمل تكاليف الخطبة والمسكن والاثاث وجهاز العروس وحفلة العرس والتي تفوق كثيرا مقدار المهر المسمى وهذه المتطلبات جميعا أدت إلى تأخر سن الزواج عند الجنسين حيث تشير الدراسات الى ان متوسط الزواج بالنسبة للذكور يقارب 29 عاما وبالنسبة للاناث يقارب 27 عاما اضافة الى وجود ما يزيد على 100 ألف فتاة اعمارهن تجاوزت الثلاثين عاما ولم يسبق لهن الزواج.

وينصح سرحان «المجتمع عموماً بالتعاون لتقليل تكاليف الزواج باعتبار الاسرة هي اللبنة الاساسية في بناء المجتمع».

الشيخ برجس الحديد يدعو اهل العروس إلى التقليل من قيمة المهور، ويقول «يظن البعض ان ارتفاع المهر يزيد من قيمة الفتاة، فيما الأهم تركيز الاهل على الشاب وأخلاقه».

ويرى الحديد ان بعض الشباب يلجأون الى القروض والديون لعمل عرس من افخم ما يكون فقط للمباهاه مما يؤدي الى كلفة مالية اجتماعية، داعياً إلى «توجيه التوعية الى الاهل بخصوص عواقب غلاء المهور والنتائج المترتبة لعدم زواج الشباب».

ويستذكر الحديد انه في الماضي كانت مطالب اهل العروس من المهر بالمعقول اما في وقتنا الحاضر فاصبحت اكثر ومبالغاً فيها من مهر وبيت وتكاليف العرس والخطبة».

ويطالب الحديد ببرامج «توعوية للاهل للتخفيف على الشباب المقبلين على الزواج من مهور وتكاليف عرس بالحد المطلوب والمقبول».

 

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك