المزيد
ولي العهد يخاطب الضمير الانساني العالمي ليصحو من (غفوته)

التاريخ : 23-09-2017 |  الوقت : 10:23:12

طرقت مضامين كلمة الأردن في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي القاها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في نيويورك أمس الاول، أبواب ضمائر العالم أجمع تجاه دعم الاردن الذي طالما سمع مديحا على ما يقدمه ويعانيه نتيجة دوره الانساني تجاه من شردتهم الحروب على مدار سنوات.

كلمة الاردن، التي القاها سمو ولي العهد، مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، حملت رسالة واضحة وصريحة، عبرت عن ضمير الشعب الاردني القابض على الجمر في تحمل مسؤولياته تجاه الملايين، وشخصت معاناته، إذ اثر تحمل مسؤولياته، رغم التحديات التي فرضت عليه، جراء ما تشهد المنطقة من صراعات وحروب.

أسئلة بحجم المعاناة، طرحها سمو ولي العهد في كلمة الاردن، واطلق صرخة نداء للضمير العالمي بان يصحو من «غفوته»، وان يتحمل مسؤولياته تجاه ما يجري وتداعيات ذلك على الاردن والعالم، في ضوء مقاربات ومقارنات تفتح ابواب اسئلة أكبر وأعمق.

وعندما قال سموه « أطرح عدداً من الأسئلة الأساسية بعيداً عن الكياسة السياسية، التي أعلم أنني سأكتسبها مع مرور الوقت»، إنعكست على مضامين الخطاب، الذي اتسم بالشفافية وطرح الاسئلة التي تختلج ضمائر المجتمعات الانسانية، فكيف يمكن فهم «أن اقتصادات الحرب آخذة بالازدهار لمنفعة القلة، بينما تستمر الاقتصادات الحقيقية في المعاناة مما يجلب الضرر على الجميع.

لغة الارقام والحقائق التي تحدث بها سمو ولي العهد، جسدت حجم المعاناة، رغم انها واضحة للعيان ومعروفة للجميع، إلا ان الرسالة الاهم التي حاول سمو ولي العهد ايصالها الى العالم، هي الاجابة على سؤال، إلى متى سيستمر هذا الواقع المؤلم؟ ولمصلحة من استمراره؟ وهل سنكون قادربن على تحمل مزيد من التبعات، كمجتمع انساني؟

ما طرحه سمو ولي العهد من حقائق ومن اسئلة، كانت بمثابة دعوة والتأكيد على ضرورة ان يتجاوز الحديث السياسي العالمي والتفكير من مرحلة ماذا سنعمل وما علينا ان نقوم به، الى ضرورة أن يدرك الجميع بأن الوقت الحالي يقتضي ويفرض ضرورة البدء بالمعالجة وفرض الحلول على ارض الواقع، وان إهدار مزيد من الوقت ليس في مصلحة الانسانية جمعاء.

ورغم أن سموه القى كلمة الاردن، مندوبا عن جلالة الملك، إلا أن سموه اشار في خطابه بأنه كشاب ينتمي إلى أكبر جيل من الشباب في التاريخ، بما يؤشر الى أن اهمية ماحملته مضامين الخطاب، ليس فقط لانهاء واقع ومعاناة حالية، إنما لرسم المستقبل، في ظل الترابط الشديد الذي انتجته التكنولوجيا التي قربت الناس من بعضهم البعض، إلا أن الفرقة بينهم تزداد في آن واحد.

الحديث عن حجم المعاناة التي يتحملها الاردن منذ سنوات، باعتبار أن الاردن يجسد كل ما يحدث في عالمنا اليوم، رافقه تأكيد بان الاردن، رغم كل التحديات، وأن الظروف الصعبة لم تمنع الأردن من أن يستمر في المساهمة الإيجابية لتحقيق الخير للعالم أجمع، لكن الى متى سيبقى الاردن قادرا على القيام بهذا الدور التي يعتبر من الثوابت الوطنية؟

في الوجه الاخر، قدم سموّه للعالم صورة أخرى لحجم المعاناة، تمثلت بأن الاردن رغم التحديات، فإنه ماضي في مسيرة الاصلاح، رغم تداعياتها الصعبة على الاردنيين، وانه كلما ازداد الحمل ثقلاً، زاد الإصرارا على التقدم بثبات أكبر. إلا ان هذا النموذج يقتضي ان تكون له رؤية مختلفة في ظل ظروف استثنائية، وهو ما أكد عليه سموه ، بان العادة درجت الظروف الطبيعية أن يتم ربط المساعدات بما نحرزه من تقدم، لكن في الظروف الاستثنائية، تشكل فيها المساعدات أرضية مهمة حتى نتمكن من مواصلة إصلاحاتنا السياسية والاقتصادية.

ما قدمه ولي العهد في كلمة الاردن في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة تضمن معاينة حقيقية لواقع الحال، وطرح اسئلة بحجم المعاناة ليضع المجتمع الدولي والانساني امام مسؤولياته الاخلاقية والقانونية.

 

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك