المزيد
الطريق إلى المدارس مغلف ببكاء الأطفال ودموعهم

التاريخ : 09-09-2017 |  الوقت : 10:13:43

مع بداية كل عام دراسي جديد تجد الاسر مصاعب عدة للتعامل مع اطفالهم الذين يرتادون المدارس للمرة الاولى.... فالعام الدراسي لا يعني لهم الابتعاد عن امهاتهم وابائهم والاجواء الاسرية التي اعتادوا عليها الى بيئة يرغبونها لكنهم يرهبونها.

اصوات بكائهم تعلو ممرات المدارس وفي الصفوف.... ايديهم تتشبب بايدي ابابائهم وامهاتهم ، يرفضون تركها والبقاء بمفردهم..... هذه هي حال غالبية الطلاب الذين يرتادون المدارس للمرة الاولى وهي المرحلة العمرية التي تبدا من البستان والتمهيدي وتمتد احيانا الى الصف الاول.

فهم يحتاجون بهذه المرحلة الى اكثر من مجرد الاستماع الى تعليمات النظام والانضباط المدرسية... ويحتاجون لاكثر من لحظات تقضيها المعلمة بترتيب اماكن جلوسهم والبدء باعطائهم الاساليب المتبعة بالغرفة الصفية والتي تصنف بين ما هو مسموح وممنوع.

هؤلاء الاطفال في ايامهم الاولى بالمدارس والروضات يحتاجون الى الحب والعطف والمساعدة على تقبل ايامهم الدراسية الاولى.

ام عبدالله – ام لطفل في الصف الاول – تقول: من قبل ان يبدا العام الدراسي وانا احاول ان اعد طفلي لاستقبال فكرة الذهاب للمدرسة بحب وشوق، لكنه كلما ذكرت المدرسة امامه يبدا بالبكاء رافضا استيعاب ان العام الدراسي قد بدا.

واضافت: في اليوم الاول الذي بدا قبل ايام عانيت الكثير مع ابني فهو يرفض الذهاب للمدرسة صباحا وبعد محاولاتنا العديدة ذهب برفقتنا لكنه بقي متمسكا بي واثناء وجودي بجانبه بالصف طلبت مني المعلمة مغادرة الصف والابتعاد عنه.

واشارت ام عبدالله: بدات اسمع صوت بكائه المرتفع في ارجاء الممر فاردت الرجوع الى الصف للبقاء بجانبه لكني ادركت ان ذلك سيؤثر عليه سلبا وسيبقيه متعلقا بي فاكملت طريقي وقلبي يتالم لبكائه.

وبينت ام عبدالله انها بعد ان عادت لاصطحابه من المدرسة كان هادئا جالسا بمقعده وما ان راها حتى بدأ بالبكاء فكل ما فعلت ان حضنته وحاولت التحدث مع المعلمة التي لم تعر الموضوع اي اهتمام واعتبرت ان سلوك عبدالله طبيعي وسوف يتغير مع الوقت.

ام عبدالله لا تزال مقتنعه بان هناك دور كبير على المعلمة لمساعدتها ودعمها للاطفال في ايامهم الدراسية الاولى والتي لا يمكن ان تكون سهلة على جميع الاطفال فتقدير المعلمة ودعمها لهم له تاثير كبير على تقبلهم او رفضهم للمدرسة.

فيما ابدت ام عمر – استغرابها من طرق تعامل بعض المعلمات مع الاطفال في الروضة والمدرسة بالايام الاولى لهم مبينة ان هناك معلمات لا يقدرن هذه المرحلة بحياة الطلاب ولا يشجعنهم على استقبال العام الدراسي دون خوف او قلق ولا يستقبلونها باي مشاعر حب وعطف.

واضافت: ابنتي بالصف التمهيدي في اليوم الاول لها بقيت تبكي طوال الوقت وحاولت ان اتحدث للمعلمة كي تبقيها بجانبها وتحاول ان تبدد لحظات خوفها للابتعاد عني لكن كل ما اجابتني اياه قولها: هذا طبيعي اتركيها تبكي ما رح يؤثر عليها شيء بعد لحظات بتسكت لحالها.... «

واشارت: لم يقنعني جواب المعلمة لاني ادرك لحظات الخوف التي تنتاب الاطفال بهذه المرحلة واحتياجهم للحب والعطف مبينة انها شعرت بالاختلاف بين معلمة واخرى في طريقة تعاملها مع الاطفال بذات الروضة فهناك معلمات يحضن الاطفال ويجلسن بجانبهم بعد مغادرة امهاتهم الصف لتؤكد باهمية اختيار الاسرة للمعلمة التي ستبقى عاما دراسيا برفقة اطفالهم والتي من اهم ما يميزها محبتها ودعمها للاطفال ومساعدتهم وبث المحبة بقلوبهم.

يرى اخصائيون تربويون بان الايام الاولى بحياة الاطفال والطلاب هي الاهم وتحتاج للتفهم والتقدير من قبل المعلمين والمعلمات.

واشاروا الى ان الطفل الذي يجد في الايام الاولى بالمدرسة دعما وتفهما ومحبة من قبل المعلمة سيحب مدرسته ويشتاق للذهاب اليها يوميا فيما يرفض الطفل الذي لم يجد اي اهتمام او دعم له او اي مشاعر من المحبة في ايامه الاولى بالمدرسة خاصة وان الانطباع الاولى يبقى هو المهم بحياتهم.

واكدوا أهمية تفهم المعلمات لحالة الاطفال والطلاب بايامهم الدراسية الاولى ودعمهم وتقديرهم خاصة الصغار منهم سواء بمرحلة الروضة او الصف الاول حيث تشكل الايام الاولى اهمية كبيرة يعول عليها كثيرا بمدى رغبتهم بالذهاب للمدرسة بحب ولهفة.

واشاروا ان الطفل الذي يقضي ايامه الاولى بالبكاء يعبر عن رفضه الابتعاد عن اسرته وخاصة والدته المتعلق بها ، وان الروضه او المدرسة تشكل بيئة جديدة عليهم ان يتعودوا عليها تدريجيا لهذا فهم يحتاجون للمحبة والعطف والتعامل الايجابي والصبر لتخطي هذه المرحلة بنجاح.

ليبقى اليوم الاول هو الاهم.... ولكي تبقى لحظات الابتعاد عن حضن الام ليست بهذه الصعوبة على الاطفال « الطلاب « على المعلمة ان تقدر مرحلتهم العمرية هذه وان تمد لهم يد المساعدة والمحبة قبل ان تبدا بتعليمهم الحروف والكتابة والقراءة ،فهم يحتاجون لتعلم الحب خارج حدود اسرهم

يتعلمون كيف يمكن للمعلمة ان تكون بمثابة الام بطريقة مختلفة ،ان تحنو على الطالب بقدر ما تعلمه وتنور طريقه وفكره بالعلم والمعرفة

فاسلوب تعامل الطلاب باختلاف مراحلهم العمرية وخاصة الصغار منهم هو طريق المعلم للوصول للنجاح وتحقيق اهدافه من التعليم الذي لا يقف عند حدود المعرفة فقط بقدر ما هو يبدا من القلوب وينتهي بالعلم والمعرفة والنجاح.

 

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك