المزيد
الملك: لن نتمكن من الوصول إلى عالم ننشده لنا ولأبنائنا دون العمل الجاد

التاريخ : 30-08-2017 |  الوقت : 11:10:07

حضر جلالة الملك عبدالله الثاني مأدبة غداء رسمية، أقامها الحاكم العام لكندا ديفيد جونستون وعقيلته، أمس، تكريما لجلالته والوفد المرافق، وحضرها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وعقيلته، وعدد من كبار المسؤولين الكنديين.
وفي كلمة لجلالة الملك، قال إن "العلاقة بين الأردن وكندا، مبنية على أساس راسخ من القيم المشتركة، وأن البلدين تجمعهما قيم التسامح، والتعاطف، والاحترام المتبادل، والمساواة وكرامة الإنسان".
واستهل جلالة الملك كلمته قائلا "يسعدني أن أزور كندا مرة أخرى، وأشكركم حقا على حسن الاستقبال لي وللوفد المرافق من جانب أصدقائنا هنا. واسمحوا لي، باسم الوفد الأردني، أن أنتهز هذه الفرصة لأهنئكم وسائر الشعب الكندي بمناسبة مرور 150 عاما على تأسيس اتحادكم. فهذه المناسبة تمثل احتفالا بهويتكم الوطنية ككنديين، وشهادة على مكانة بلادكم الرفيعة والمتجذرة بين دول العالم". واضاف جلالته "يشرفني هنا، أن أراكم وأن أجتمع معكم، وإذ تقترب فترة ولايتكم في هذا المنصب من نهايتها، وأن أشكركم وعقيلتكم شارون على جميع الجهود التي بذلتموها وعلى ما أنجزتموه".
وقال جلالة الملك "ذكرت زيارتك للأردن العام الماضي، والتي ما تزال حاضرة في الذاكرة في بلدي. فأنت تمثل، في نظر الأردنيين، كل ما يميز كندا، باحترامك للثقافات والأديان المختلفة، وباهتمامك ورعايتك للآخرين، وبدعوتك للسلام والازدهار، وخاصة التزامك وحرصك على دعم أجيال المستقبل ليتمكنوا من تحقيق إمكانياتهم. شكراً جزيلاً لك".
وأضاف جلالته "أرجو، أيضا، أن تتقبلوا مني التعزية والمواساة باسم الأردنيين جميعا بضحايا حرائق الغابات في مقاطعة كولومبيا البريطانية، وأن أعبر عن عميق تقديرنا وتقدير الكثيرين في منطقتنا لشجاعة فرق الطوارئ لديكم والتي استجابت لهذا التحدي". وقال جلالته "شاهدنا رجال الإطفاء يضربون أرفع الأمثلة في الإخلاص في خدمتهم في ظروف صعبة للغاية لإنقاذ الناس ولحماية أراضي كندا وغاباتها الجميلة. وهل يوجد أفضل من هذا المثال تعبيرا عن نهج كندا في مواجهة تحديات العالم، ومساعدة الإنسانية على تخطي المخاطر سعيا لمستقبل مشترك يعمه السلام؟".
وأكد جلالة الملك "نجتمع هنا اليوم كأصدقاء وكحلفاء، وكذلك كبلدين يؤمنان بمسؤولياتهما إزاء المستقبل. لن نتمكن من الوصول إلى العالم الذي ننشده لنا ولأبنائنا دون العمل الجاد والدفاع عن الحق".
وبين جلالته أنه "من هذا المنطلق، تسجل كندا والأردن حضوراً مشهوداً في عمليات حفظ السلام حول العالم، بهدف إحلال الأمن والاستقرار في أماكن الأزمات، وحتى في مناطق مثل جنوب السودان. ولهذا أيضا، يشارك بلدانا في التحالف الدولي لمحاربة داعش، سعيا للقضاء على قوى الشر. ولهذا نعمل وننسق معا ضمن نهج شمولي لمواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد عالمنا. وأعتقد أننا من أجل هذه الغاية أيضا، يحرص بلدانا على المساعدة من أجل حل القضية المركزية في المنطقة وأكثر صراعاتها إثارة للخلافات، الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، من خلال حل شامل وعادل يستند إلى حل الدولتين".
وأضاف "يتعاون الأردن وكندا بشكل وثيق في الاستجابة لأزمة اللاجئين الكبيرة في الشرق الأوسط، كما ذُكر. وكما تعلمون، فإن بلدي الصغير قد أضحى أحد أكبر الدول المستضيفة للاجئين في الإقليم، ليتحمل بذلك عبئاً يفوق طاقته. ولكن لولا كرم كندا، والدعم الذي قدمتموه لنا في وجه هذه التحديات الصعبة، لا أدري حقاً إلى أين كانت ستؤول الأمور. لذا، لكم جزيل الشكر باسمي وباسم الوفد المرافق وباسم كل الأردنيين، على مساعدتكم لنا ليس فقط في أزمة اللاجئين، بل أيضا اهتمامكم بكيفية تنفيذنا للمبادرات التنموية وتأسيسنا لشراكات اقتصادية مختلفة". 
وأكد جلالة الملك أن الأردن أصبح "مركزا حيويا للابتكار والإبداع على مستوى الإقليم. وأرجو، حقا، أن يتمكن ممثلو القطاع الخاص في بلدينا من تعظيم الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة التي تجمعنا، بهدف إيجاد المزيد من الفرص ليس لنا فقط، بل أيضا للمقيمين في بلدنا".
وأضاف جلالته "ما يجمع الأردن وكندا من روابط أكثر عمقاً من المجالات والقطاعات التي ذكرناها. فعلاقتنا مبنية على أساس راسخ من القيم المشتركة. إذ تجمعنا قيم التسامح، والتعاطف، والاحترام المتبادل، والمساواة وكرامة الإنسان. وأؤمن أن هذه القيم تشكل المحاور الأساسية للأرضية المشتركة التي يقف عليها شعبانا في التصدي لمن يسعون إلى الكراهية والفرقة، وفي بناء عالم أفضل وأكثر أماناً لنا جميعاً".
وختم جلالته كلمته بالاشار الى أن "هذه الزيارة رائعة بحق، وسعدنا جداً بوجودنا هنا. وتقبلوا منا جميعاً الشكر الجزيل على كرمكم وعلى لطفكم تجاه الوفد المرافق، وتجاه الشعب الأردني. شكرا".
بدوره، أعرب الحاكم العام جونستون في كلمته الترحيبية، عن تقديره لزيارة جلالة الملك إلى كندا، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الأردن في مختلف المجالات. واستهل كلمته قائلا "أود أولاً أن أُشير إلى أن اجتماعنا اليوم يتم فوق الأراضي التقليدية لشعب الألغونكوين"، مضيفا "صاحب الجلالة، إنه ليشرفني أن أرحب بكم والوفد الأردني بكامله في قصر ريدو هول بيت كل الكنديين. أو ربما يجدر بي أن أقول مرحباً بكم مجدداً، فنحن نأمل أن تعتبر كندا بلدكم الثاني. فهذه هي الزيارة الثالثة من نوعها خلال فترة حكمكم، والثانية التي نتشرف فيها باستضافتكم هنا".
وأضاف جونستون "إنه لمن دواعي سرورنا أن تتاح لنا الفرصة لرد ما وجدته منكم جلالة الملك ومن الشعب الأردني أنا وزوجتي شارون من ترحاب حار خلال زيارتنا الرائعة للأردن قبل عدة أشهر".
وقال الحاكم الكندي "كان من بين الأماكن التي زرناها مخيم الزعتري للاجئين. وكان هناك حوالي مائة ألف من الهاربين من الصراع، منذ عدة سنوات، ويسعون إلى حياة أفضل في هذا البلد الذي يأويهم. رأيت أطفالاً يلعبون كرة القدم، فشاركتهم اللعب. وهذا ما تعلمته عن الأردن في ذلك اليوم: فعلى الرغم من صعوبات دمج هذا العدد الكبير من اللاجئين، إلا أن الأردن كان بمثابة جزيرة أمل لأولئك الساعين إلى السلام".
ولفت جونستون الى أنه "لا بد هنا، من النظر إلى الأرقام، فعدد سكان الأردن يقارب 5ر6 مليون، ويتواجد داخل حدوده قرابة 3ر1 من اللاجئين. فهذا البلد مستمر في استضافة ومساعدة اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم، وهو أمر مذهل في ظل الظروف المتاحة. لقد ارتقى الأردن حقا إلى مستوى التحدي. وعلى الرغم من المصاعب، يتيح بلدكم الفرصة للأطفال للعب الكرة، والاستمتاع، والشعور بالأمان، والحصول على التعليم.
وقال الحاكم العام "أسعدني أيضاً رؤية ثمار تعاوننا في مجالات أخرى، وكيفية عمل كندا مع الأردن على توفير التعليم، والمياه والرعاية الصحية وغير ذلك".
وأكد أن "الأشياء الجيدة تتأتى من العمل سويا في القضايا المشتركة، وهي تتأتى أيضا من التشجيع على تقوية الروابط بين الشعوب، وتعميق التعاون فيما بيننا والبناء على مثل هذه الزيارات".
وأضاف جونستون "سبق لي أن أخبرتكم، صاحب الجلالة، أمضت إحدى بناتي الخمس، جنيفر، بعض الوقت في العمل التطوعي في الأردن منذ بضعة سنوات من خلال برامج لتطوير تقنية المعلومات والاتصالات يدعى NetCorps، وهناك تعلمت الكثير، وهو أمر جدير بالتأمل في مدى أهمية التعليم لكلا بلدينا".
وأشار الحاكم الى مخاطبا جلالة الملك إن "زيارتكم لكندا تساعد على مواصلة تشجيع هذا النوع من الاتصال الشخصي بين الأردن وكندا. فلا يمكننا أن نصير أقوى إلا من خلال هذا النوع من التفاعل. وها نحن نخطو خطوات واسعة من خلال العمل معاً في مجال الدفاع، والأمن، والتنمية والتجارة، فضلاً عن الفنون والثقافة. وفي المجال الثقافي قمنا خلال زيارتنا لبلدكم قبل عدة أشهر بتوقيع اتفاقية حول الانتاج المرئي والمسموع المشترك. ونأمل أن نرى المزيد من المشاريع المشتركة نتيجة لهذه الاتفاقية".
وأكد جونستون أنه "ما يزال هناك الكثير الذي يمكننا أن ننجزه سوياً من خلال تنويع علاقتنا ومواصلة شراكتنا على المستوى الثنائي وفي المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة".
وختم الحاغكم اللعام لكندا قائلا "صاحب الجلالة، أشكركم على صداقتكم لكندا. وأتطلع إلى مواصلة توسيع علاقتنا".-(بترا)وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك