غياب الأجواء الانتخابية" وصف بات يطلقه أبناء محافظة الكرك على المرحلة الراهنة، التي تشهد فتورا غير معهود في التفاعل مع الحراك الانتخابي رغم اقتراب موعد الاقتراع المقرر في الشهر الحالي.
ويؤكد العديد من المواطنين أن الانتخابات الحالية تشهد هدوءا ورتابة غير معهودة في الانتخابات، مستذكرين بما شهدته الانتخابات النيابية الأخيرة من حراك اجتماعي وسياسي لافت، كان مؤشرا على المنافسة بين المرشحين للفوز بأصوات الناخبين في مختلف مناطق المحافظة.
ويعلل بعض الناشطين بالعمل السياسي بأن الفعالية الانتخابية واقتصارها على رئاسة البلديات فقط تعود الى عدم اهمية عضوية المجالس المحلية والبلدية وحتى عضوية مجلس المحافظة، بالنسبة للعديد، وعدم ترشح شخصيات ذات وزن سياسي واجتماعي في المجتمع للانتخابات ما يسهم في تراجع المنافسة والفعالية التي تشهدها كل انتخابات بالمجتمع كما جرت العادة.
ويستشهد الناشطون بالتأكيد على غياب الاهتمام بالانتخابات الحالية بعدم حدوث دعاية انتخابية حقيقية لجميع المرشحين، واقتصار الدعاية على مجموعة من المرشحين بكل دائرة انتخابية لا تزيد على عدد أصابع اليد ومن خلال الصور فقط دون البرامج الانتخابية، وغياب الحضور لمئات المرشحين على مواقع عضوية المجالس البلدية وحتى مجلس المحافظة في بعض المناطق.
وأشاروا إلى أن غالبية المرشحين لم يفتتحوا مقرات انتخابية حتى الان، رغم انتهاء فترة الترشح والانسحاب وبقاء زهاء 12 يوما فقط على موعد الاقتراع، باستثناء بعض المرشحين الذين يعقدون اجتماعاتهم مع مناصريهم في منازلهم .
وبسبب ضعف الدعاية الانتخابية والمقرات يؤكد ناخبون بالكرك بانهم لا يعرفون من هم المرشحون من مناطقهم الذين يخوضون الانتخابات للفوز بعضوية المجالس البلدية ومجلس المحافظة.
ويؤكد رئيس فرع الحزب الديمقراطي الاجتماعي بالكرك عودة الجعافرة أن انتخابات البلديات والمجالس المحلية، في مختلف مناطق محافظة الكرك، تشهد دعاية انتخابية خجولة، رغم وجود أعداد كبيرة من المرشحين لمختلف المواقع.
ويقول الجعافرة إن الدعاية الانتخابية حتى الآن تقتصر على وجود يافطات معدودة على أعمدة الإنارة بالشوارع الرئيسة بالمحافظة، ولبعض المرشحين لموقع رئاسة بلديات المحافظة وخصوصا في بلديات قصبة الكرك والمزار الجنوبي والقصر.
ويعتبر الناشط عمر الصعوب من سكان مدينة الكرك أن الدعاية الانتخابية لم تبدأ فعليا بالكرك حتى الآن بسبب أن العديد من المرشحين غير مقتنعين بجدوى الدعاية الانتخابية، بالإضافة إلى أن العديد من المرشحين وخصوصا المرشحين على موقع عضوية المجالس المحلية وهم العدد الأكبر، لا يملكون الأموال اللازمة للإنفاق على الحملات الانتخابية التي تتضمن الدعاية الانتخابية المختلفة.
ويقول ناشر صحيفة اعلانية الزميل عامر العمرو إن الاقبال من المرشحين على وضع الدعاية الانتخابية من خلال وسائل الاعلام بالكرك ضعيف للغاية ولا يوجد سوى عدد قليل من المرشحين من بين 670 مرشحا لديهم قناعة باهمية الدعاية الانتخابية بمختلف الوسائل الاعلامية.
ويذكر أن عدد المرشحين بالمحافظة بلغ مع نهاية فترة الترشيح لانتخابات المجالس البلدية والمحلية وعضوية مجلس المحافظة بالكرك (678) شخصا بينهم (61) مترشحا لرئاسة بلديات المحافظة العشر و(501) مترشحا لعضوية المجالس المحلية لهذه البلديات، فيما بلغ عدد المترشحين لمجلس المحافظة (113) شخصا.
وكانت الهيئة المستقلة للانتخاب قد ألغت ترشيحات زهاء ثمانية مرشحين فقط ليصل عدد المرشحين إلى 670 مرشحا.