المزيد
"اتفاق عمان" يمهد لتشكيل جيش موحد في الجنوب السوري

التاريخ : 24-07-2017 |  الوقت : 11:22:24

عمان-  بدأت الهدنة في الجنوب السوري والتي أفرزها "اتفاق عمان"، بخلق بيئة مواتية لتوحيد الفصائل السورية الجنوبية في تكتل واحد تحت اسم "الجبهة الوطنية لتحرير سورية"، بتشجيع من أطراف اقليمية لضبط الاوضاع وفوضى السلاح في الجنوب، وأعاد الحياة الى طبيعتها، خاصة وأن جميع هذه الفصائل تمتلك ذات التوجهات والمنطلقات ومصادر التمويل.
وتشي هذه الخطوة التي لا يتجاوز عمرها اسبوعا، ووصل عدد مؤيديها حتى الآن الى اكثر من 11 فصيلا جنوبيا من بين 57 فصيلا، الى اقتراب ترتيبات دوليه للأوضاع العسكرية في هذه المنطقة، التي تشهد هدنة منذ التاسع من الشهر الحالي، وصولا إلى انشاء جيش وطني، في ظل وجود قلق اقليمي من الفراغ الذي بدأت تشعر به كوادر هذه الفصائل التي اعتادت القتال.  
ويعزز هذا التوجه الخشية من ان تشهد هذة الفصائل انشقاقات، بتفرعات ايدلوجية قد تنقلب في اي لحظة، خاصة وأن هذه الانشقاقات قد بدأت ارهاصاتها تظهر في البادية السورية، التي شهدت يوم امس انشقاق لواء شهداء القريتين المدعوم من التحالف، والذي يتواجد في منطقة معبر التنف على مثلث الحدود الأردنية السورية العراقية عن "الداعمين له"( دون ان يسميهم)، بعد أن اعلن في بيان مقتضب صادر عن قيادته ان انشقاقه هذا يأتي بسبب "عدم دعمه من قبل الداعمين لقتال النظام السوري".
بيد أن هذه الخطوة والتي قد تشكل طوق نجاة لسكان الجنوب السوري، من المعارك الدامية التي شهتها مناطقهم على مدار الستة أعوام الماضية والتي لم تبقي ولم تذر، تواجه بفتور من قبلهم، على ان هذه الخطوة ربما تنضم الى سابقاتها من المبادرات، التي اكتشفوا لاحقا بأنها مجرد كلام او مصالح آنية فصائلية. 
ورغم ان بعض مسؤولي الفصائل ما زالوا يفاجأون عند سؤالهم عن الاندماج، بأنهم لم يسمعوا به، مثلما أكد ذلك القيادي في قوات اسود السنة ابو عمر الزغلول لـ"الغد"، الا ان قياديين في فصائل اخرى يؤكدون ان خطوة الاندماج بدأت تطبق فعليا من قبل 11 فصيلا، فيما فصائل أخرى في طريقها الى الاندماج تباعا. 
ودخل اتفاق أردني - أميركي - روسي لوقف إطلاق النار جنوب غربي سورية حيز التنفيذ في الحادي عشر من الشهر الحالي، ويشمل ثلاث محافظات، هي: السويداء ودرعا والقنيطرة، فضلاً عن الأراضي المحتلة في الجولان السوري، وفلسطين، وتضم أطرافاً متصارعة هي: قوات النظام السوري مدعومة بمليشيات إيرانية ومقاتلين من حزب الله اللبناني، وفصائل المعارضة المسلحة المنضوية ضمن تسمية "الجبهة الجنوبية".
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني أعلن، في التاسع من الشهر الحالي عن التوصل إلى الاتفاق بين عمان وواشنطن وموسكو.
واتفقت الأطراف الثلاثة على أن يكون وقف النار هذا "خطوة باتجاه الوصول إلى خفض دائم للتصعيد في جنوب سورية، ينهي الأعمال العدائية ويعيد الاستقرار ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة المحورية".
من جانبه اكد المنسق العسكري في الجيش الحر نائب قائد فصيل تجمع توحيد الامة في الجنوب السوري ابو توفيق الديري لـ"الغد" ان "الجبهة الوطنية لتحرير سورية لن تكون بديلا عن الجيش الحر، وانما هي تجمع تشكيلات ضمن التجمعات الموجودة تحت سقف الجبهة الجنوبية".
واعتبر الديري "هذه التجمعات دليل على تحسس المسؤولية في المرحلة القادمة - و بداية للانضمام تحت اسم التجمع الكبير و هو الجيش الوطني"، مؤكدا أن "الجبهة الجنوبية مرحلة وستنتهي".
وأضاف ان "الجار الشقيق الأردن على اطلاع بهذه الخطوة"، مشيرا الى ان "الاردن لطالما كان لسان حاله يطالب بضرورة التوحد". وأكد أن الأردن يحاور الجميع طالما هو تحت سقف الثورة والجيش الحر".
وقال إن "الوضع القادم على الجنوب السوري يتطلب مزيدا من الوحدة والتنسيق بين الفصائل، بهدف اشراك اكبر عدد من الفصائل بصنع القرار في الجنوب".
وقال إن هذه الفصائل بدأت بتشكيل قوات شرطية، مشيرا الى ان الجيش الحر قوات تحرير، أما امن المدن والقرى فسيكون بإشراف الشرطة والمجالس المحلية".
وقال "نحن ننتظر مساعدة كبيرة من الشقيق الأردن في موضوع الشرطة والمعابر، لأنه يملك خبرة عريقة في هذا الموضوع"، مؤكدا أن "الفصائل طلبت من الأردن المساعدة في تدريب الشرطة وغيرها".
الناطق باسم الجبهة الجنوبية الرائد عصام الريس اكد ان الخطوة مجرد مشروع توحد، ولن تكون بديلا عن الجيش الحر، دون ان يعطي اي تفاصيل اخرى تتعلق بأهداف هذا الاندماج.
واكتفى الريس بالقول إن عدد الفصائل التي دمجت حتى الآن وصل الى 11 فصيلا، وهي فصائل صغيرة وأعداد افرادها قليلة، بالمقارنة مع الفصائل الاخرى المؤثرة، والتي ما تزال في طور التحضير للاندماج. 
من جانبه اعتبر القائد العسكري الميداني في الجيش الحر العقيد أبو قاسم لـ"الغد" ان "انشقاق لواء شهداء القريتين يؤشر الى  ان بوصلة الفصائل السورية المعارضة هي قتال النظام وان منع هذه الفصائل من ذلك، خاصة في مناطق لا تخضع لتخفيف التوتر، ربما يخلق مشكلة، الجميع في غنى عنها".
وقال العقيد أبو قاسم ان "مسؤولي لواء شهداء القريتين المدعوم من قوات التحالف ويتواجد في منطقة التنف، أكدوا له انه سبب انشقاقهم هو عدم تقديم الدعم للفصيل لقتال النظام".  
اما الاعلامي السوري عامر شهدا فيؤكد ان" الفصائل التي اندمجت هي فصائل صغيرة غير مؤثرة، فيما الفصائل الكبرى ما زالت تتحضر لهذا الخطوة، وهي التي ستكون بيضة القبان في نجاح هذ االجيش".
وأوضح شهدا لـ "الغد" ان "الهدف من تشكل الجيش الوطني الجديد استلام مسؤولية الأمن والمجالس المحلية وتأمين عودة اللاجئين من الأردن الى بلداتهم، خاصة في الجنوب الذي يخضع لسيطرة الجيش الجديد".
من جانبه أكد الأعلامي السوري منير قداح ويقيم في درعا لـ"الغد" ان" اي اندماج براي السكان لا يحقق للمواطن اي تحرير وإنجاز على الارض، هدفه مادي وتلقي الدعم من قبل غرفة "الموك" في عمان.
وأضاف قداح ان "هناك تململا من قبل سكان الجنوب السوري من كثرة البيانات التي تدعو للاندماج دون اي نتائج، مؤكدا ان السكان يريدون ان يروا على الارض قوات شرطة لحماية المدن وتوفير فرص عمل وإعمار للمناطق المهدمة".

 

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك