المزيد
قطر وخضراءُ الدٍّمَن.

التاريخ : 23-07-2017 |  الوقت : 12:49:48

هل سعى النظام القطري وعبر ذراعه الاعلامية "قناة الجزيرة" للعب دور تكون فيه بلادهم أشبه "بخضراء الدمن" التي حذر منها النبي محمد عليه السلام، إن صح عنه هذا الحديث، والذي عرّفها بأنها الفتاة الحسناء في المحيط السيء؟
 
المتابع لتغطيات هذه القناة وبرامجها التي تعكس سياسة النظام القطري ككل، يجد لديه الكثير من المؤشرات التي تجعله يجيب على سؤالنا أعلاه، بقلبٍ مطمئنٍ بالايجاب.
 
 فلو تركنا جانبا تلك الخسائر الفادحة التي تكبدتها الأمة العربية من الارواح والاموال الطائلة جراء ما سمي زورا وبهتانا ب"الربيع العربي"، والتي لعبت به "الجزيرة" دورَ نافخ الكير، لوجدنا ان تلك الخسائر كان من الممكن جدا ان تبني عراقا مجيدا ويمنا سعيدا، وشاما ومغربا عربيا رغيدا.. فقط لو تخلت هذه "البريعصة" النافخة بنار الفتن، عن سياستها العبثية الرامية الى إبقائها وحدها (قطر) تحلم بأن تكون نرجسة في محيط ملتهبٍ، تماما كخضراء دِمَن.
 
 لكن هيهات لها ان تحقق مآربها المشينة تلك، حيث استفاقت لها الشعوب الان، وعلمت بما يراد لها من دمارٍ وهوان، عبر مخططات شيطانية، يرعاها العدوان اللدودان لكل نهضة قومية عربية مأمولة (مرشد الإخوان و مرشد إيران) اللذان لا يرشدان الا كما ترشد على الخراب الغربان. 
 
مثالان فقط للتدليل على النوايا الخبيثة لقناة الجزيرة وما تلمه من "زعران"، يمكنك القياس عليهما أيها القارئ "الفهمان"، فلقد بثت القناة الوثائقية للجزيرة قبل عام، برنامجا حول مقتل الزعيم الوطني الاردني (وصفي التل) الذي اغتيل على ايدي مجموعة فدائية فلسطينية في القاهرة إثر الفتنة التي نجم عنها حرب ايلول الاسود، بين الاشقاء الفلسطينيين والاردنيين في العام ١٩٧٠، وقد احتاج الجانبان لعشرات السنوات كي يتناسوا تلك المأساة والدماء التي اريقت فيها ويفتحان صفحة جديدة، لتأتي قناة الجزيرة وتفتح ملفا تحقيقيا جديدا ينكأ تلك الدمامل التي تشافت بمرور الزمان وجهود الاشقاء الطيبة، لقاءاتٌ قميئة ومسمومة مع القتلة يضحكون ويفتخرون بجريمتهم النكراء، وابناء الشهيد "التل" واحفاده ما زالوا احياءً يرزقون، الأمر الذي كاد ان يثير سخطا وفورة غضب عارمة بين الاجيال الجديدة التي لم تعاصر تلك الاحداث، لولا حكمة الحكماء من كلا الجانبين، فهل من تفسيرٍ اخر لفتح هذا الملف الأسود سوى محاولة "الجزيرة" العبث بأمن واستقرار الاردن؟ مستكثرة على هذا البلد القابض على الجمر من الخروج سالما  من فوضى الربيع العربي المشؤوم؟
 
المثال الاخر يكمن هناك في لبنان، حيث ادمت الحرب الاهلية الطائفية التي استمرت فيها لأكثر من عقد بين الاشقاء، وبالكاد راحت تتعافى من تلك الفتنة التي دمرت كل شيء فيها واعادتها للوراء مئات الاعوام، لتأتي "الجزيرة" وتبث في وثائقيتها غير الوثيقة، شهادات حية تصف بأدق التفاصيل ما كان من أحقاد ودسائس وصور مذابح واغتصاب.. بل ولقاءات مع قتلة يتفاخرون بجرائمهم على مرأى ومسمع ابناء الضحايا والأحفاد..
 
انني لم الُم في بداية الامر الساسة في قطر (لأنه ليس على المريض حرج)، بل انحيت باللائمة على النخبة الإعلامية والثقافية والدينية فيها، والتي رأت بعينها ما تنطوي عليه تلك السياسة الرعناء، من خطورة تقضي على اخر امل تبقى لهذه الامة في البقاء، لكنني سرعان ما عذرتهم على تخاذلهم وقلة حيلتهم حين تذكرت المثل العربي الشائع الذي يقول : " اذا  القى المجنون حجرا في البئر، فلن يتمكن الف عاقل من  إخراجه".

 

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك