المزيد
ليتك يا دولة الرئيس تجيبنا

التاريخ : 28-01-2017 |  الوقت : 11:57:11

كثيرة هي القضايا التي شغلت الرأي العام الأسبوع الماضي وظلت هاجس مواقع التواصل الاجتماعي، لكن حديث رئيس الوزراء د. هاني الملقي لبرنامج "ستون دقيقة" بالتلفزيون لم يحظ بعد بمناقشات واسعة، ولم تُقرأ تفاصيله، وإن كان محاولة لامتصاص غضب الشارع الهائج من قرارات رفع الأسعار والتفكير بفرض ضرائب على اتصالات الواتس أب والفايبر. 
أول ما استوقفني بحديث الرئيس الملقي هو سعيه لتقليل حجم الأزمة الاقتصادية بالقول "الوضع الاقتصادي الذي نمر به حالياً ليس أصعب من الأوضاع الاقتصادية التي مررنا بها سابقاً، لافتاً إلى أن الأزمة الاقتصادية التي عانى منها الأردن عام 1989 كانت أكبر بكثير مما نحن عليه اليوم". 
وتابع الرئيس الملقي حديثه "لا يوجد شي في الوضع الاقتصادي يدعو للقلق الكبير وهذه أمور تمر بها كل الدول ولا بد من إصلاحها". 
اذا كان اقتصادنا متينا كما يقول دولة الرئيس فلماذا كل هذا النواح، والسعي بكل الطرق لفرض ضرائب جديدة على المواطنين؟ 
ولا أدري إن كنتَ موفقاً بالمقارنة والمقاربة مع أزمة الاقتصاد 1989 واعتبارها أسوأ بكثير مما هو حالنا الآن، ففي ذلك العام قبل عقود حدثت "هبة نيسان" التي كانت سبباً في الإطاحة بحكومة وكانت سبباً في مسار التحولات السياسية وعودة الديمقراطية؟
وسؤالنا لكم: الأزمة الاقتصادية الآن ماذا سينتج عنها؟
وضعنا الاقتصادي لا يحتمل البشرى سيدي الرئيس، وإذا استمر الحال بنهج الجباية الذي تعلن معارضته في حديثك فنذكرك على الملأ بأن "الفقر والجوع كافران". يمضي الرئيس الملقي في تحليله وتشخصيه للأزمة الاقتصادية وكلها تتحمل مسؤوليتها الحكومات المتعاقبة، فمن الذي سمح بالرواتب العالية والفلكية في بعض المؤسسات الحكومية، ومن الذي سمح بالسيارات الحكومية التي تعطى للكثيرين ومن لديه واسطة، فلا يقتصر استخدامها خارج ساعات العمل، بل تستخدم للتسوق وإيصال الأولاد للمدارس، ومن أجاز وقبل بتقاضى الوزير مكافأة شهرية أكثر من راتبه من تحت الطاولة، ولرؤساء الحكومات مخصصات شهرية تصرف دون أن تخضع لرقابة ديوان المحاسبة؟ 
من فعل ذلك دولة الرئيس، بالتأكيد الحكومات وحدها والمواطنون الذين بدفعون الثمن الآن ليسوا شركاء لكم! 
نعم دولة الرئيس نريد إصلاحاً اقتصادياً، ونريد اقتصاداً منتجاً ونريد معالجة البطالة المقنعة والتي تسبب فيها "نهج ريعي" مزمن، وليتكم تتذكرون "بأن رئيس حكومة أسبق فرض على مدير لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون أن يعين مجموعة كبيرة من الأشخاص أرسلهم في باص "كوستر" من الأهل والعشيرة والمحاسيب وحين اعترض المدير أجبره على تعيين حتى السائق معهم". ليتك يا دولة الرئيس تتلطف قبل أن تهدّئ من روعنا بأن الأزمة الاقتصادية ليست خطرة والدينار الأردني بخير، وتنظر لتقارير ديوان المحاسبة التي تفضح الكثير من الفساد الصغير، ومع ذلك لم يتحرك أحد لإنفاذ القانون ووقف الاعتداء على المال العام، وحين قررت مواطنة ومديرة مؤسسة مجتمع مدني الزميلة ليندا كلش التقدم بشكوى للمدعي العام ببعض المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة تقرر حفظها. 
كل ما عرضته دولة الرئيس لأوجه الأزمة وآثارها صحيح وقد لا نختلف معكم في التشخيص، لكننا غاضبون لأن من يدفع الثمن الأردنيون الغلابى، في حين من صنعها لم يـُسأل ويعيش حالة رفاه من جيوبنا؟
ما يحيرني أن سرقة الملايين من المال العام لا تغضب كثيراً، ولا تستدعي إجراءات ملاحقة مشددة، وهناك أمثلة وشواهد.
ليتك يا دولة الرئيس تجيبنا عن أسئلتنا، ليتك تحاسب من كان السبب، ولا تقلق كثيراً على الأردن فالشعب يذود عنه ويحميه ويفديه بالروح!

نضال منصور

 

الغد



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك