المزيد
إلى الخارج بحثا عن مصالحنا

التاريخ : 01-01-2017 |  الوقت : 04:24:31

وكالة كل العرب الاخبارية

يخطط رئيس الوزراء هاني الملقي لزيارة العراق قريبا. وقبل يومين وعد باتصال هاتفي مع نظيره التركي بتلبية دعوته لزيارة أنقرة. هذا حسن.

نائب الملقي ووزير خارجيته ناصر جودة طاف على عواصم عربية لتوزيع رقاع الدعوة لحضور القمة العربية المقررة في الأردن نهاية آذار"مارس" المقبل.
في الأسابيع القليلة الماضية حط ساسة عراقيون كبار في عمان بحثا عن دعم أردني لمشروع المصالحة الوطنية العراقية المنشودة لمرحلة مابعد"داعش". وقد أثمرت اجتماعات "الحسينية" عن بلورة مسودة اتفاق يضمن حق كل المكونات في الحياة السياسية. 
الفرقاء اليمنيون، اختاروا عمان مكانا لاجتماعاتهم المقبلة، أملا بفك عقدة "الكويت".
بالأمس كان رئيس هيئة الأركان الفريق محمود فريحات، يرسم على شاشة "بي بي سي" خريطة التحديات الاستراتيجية التي توجه الأردن في العام الجديد، وكشف لأول مرة عن وجود ضباط أردنيين بغرف العمليات في سورية والعراق "الموصل"، وفي اعتراف نادر أقر فريحات بتدريب الأردن لعناصر جيش العشائر في سورية؛ لا لقتال النظام، بل لمحاربة "داعش" ودحر مقاتليه بعيدا عن حدودنا.
نحن إذن في خضم الأحداث الميدانية، لكن تحركاتنا السياسية أقل وتيرة، وعلينا أن نكون أكثر نشاطا. من الضروري، وقبل انعقاد القمة العربية في عمان "منطقة البحر الميت" أن نفتح خطوط الاتصال مع عواصم التأثير والقرار في المنطقة والعالم. ثمة تطورات تمس مصالحنا تجري في سورية والعراق. تحالفات جديدة يجري ترسيمها. اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، دشّن تحالفا راسخا بين موسكو وأنقرة وطهران. أردوغان مستعد لطي خلافاته مع رئيس الوزراء العراقي؛ هاتفه أخيرا بعد تصعيد عسكري ودبلوماسي شارف حد المواجهة.
دول الخليج العربي تبدو خارج "الفورما" وكذلك مصر، إلا من اتصالات مجاملة تتلقاها بعد ما يكون كل شيء قد أنجز.
لايمكننا انتظار تنصيب ترامب. مهم جدا أن نكون على صلة وثيقة مع أركان إدارته منذ الآن، ونسارع لتقديم مقاربتنا العميقة لقضايا المنطقة بعد تسلمه رسميا، لكن علينا أن ننشط على كل الجبهات. لنا مع بغداد مصالح ثنائية لاتعد ولاتحصى تستحق زيارة، لابل زيارات متكررة من الملقي للعراق. الشيء ذاته ينطبق على تركيا. لايمكن أن تكون علاقتنا بهذا البرود؛ تركيا لاعب مهم في سورية والمنطقة، وشريك اقتصادي لاغنى عنه. إيران على مقربة من حدودنا على مايقول رئيس هيئة الأركان، ومع احترامنا لموقف دول الخليج من طهران، لن يكون بمقدورنا أن نذهب بمسار التصعيد معها، فنحن نعرف مدى تأثيرها في العراق الذي نعد لشراكة استراتيجية معه في مجال الطاقة.
لا أعرف لماذا نهمل لبنان. بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لم تتأخر دول المنطقة عن إرسال مبعوثيها من كبار الوزراء، بمن فيهم السعودية لتهنئة الرئيس المنتخب، والتواصل مع النخبة الحاكمة في بيروت إلا نحن، وقفنا نتفرج من بعيد.
كتبت بالأمس أننا لم نعد جزيرة معزولة في هذا الأقليم، وقد تدفعنا مصالحنا للانخراط بشكل أكبر في الميادين المفتوحة على كل التطورات. لذلك يتعين على الحكومة أن تباشر حملة اتصالات سياسية مع دول الجوار الإقليمي، خاصة أن الحلول الممكنة لمشاكلنا الاقتصادية مرتبطة إلى حد كبير بأوضاع جيراننا. 
يكفي انهماكا في المماحكات الداخلية الصغيرة، ولننظر لما يجري من حولنا.

 

فهد الخيطان

 

الغد



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك