المزيد
الأمير الحسن: الأمة قادرة على اجتياز الصعاب بتوحيد صفها والدفاع عن وجودها

التاريخ : 11-12-2016 |  الوقت : 12:01:54

قال سمو الأمير الحسن بن طلال إن "الأمة مرت بظروف وتحديات لا تقل جسامة عما تمر به في هذه المرحلة، ولكنها قادرة على اجتياز الصعاب، اذا استوثقت بالرؤية النهضوية ووحدت صفها، واستثمرت مقدراتها للدفاع عن حقها في الوجود وحماية كينونتها وهويتها من أخطار الطمس".
وأضاف، في محاضرة بعنوان "إدارة التنوع وبناء السلام" ألقاها الخميس الماضي في منتدى عبدالحميد شومان، إن "ثقافة العيش المشترك واحترام الاختلاف، تمثل القاعدة الإنسانية الصلبة التي نستند اليها جميعا، من أجل الوصول إلى المواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي".
وتابع سموه، في الندوة التي أدارها أستاذ الفلسفة بالجامعة اللبنانية الدكتور وجيه قانصوه، "كلنا بحاجة لتذكير الشباب بالقيم المعنوية للثورة العربية الكبرى، وهذه القيم صلحت في الماضي وما تزال صالحة مع إسهامنا في الحاضر والمستقبل".
ودعا لإعلاء شأن خدمة المواطن والمصلحة العامة، بدلا من التنافس على الوطن ومقدراته، ما يسهم بتحفيز المواطن الآخر المختلف، للتفاعل والانفتاح على آفاق انسانية، بدلا من أن يكون منافسا لوجوده.
وقال الأمير الحسن "أهنئ كل من يؤمن معنا بأن مدلول التنوع الديني والثقافي في عالمنا اليوم، يتصل بمفاهيم فلسفية عميقة، ترتكز في أساسها على قبول الآخر المختلف عقائديا وثقافيا، والمتمايز دينيا ولاهوتيا".
وأوضح أن التنوع حقيقة اجتماعية قائمة في الفكر الانساني، أكان هذا التنوع ضمن الثقافة الواحدة ام الثقافات المتعددة، لافتا إلى ان التنوع مهدد بنزعات التطرف والاستقطاب التي تقوم على الاختزال الطائفي والمذهبي القائم على احتكار الحقيقة.
وذكر سموه أن ما نعيشه من تحديات الهويات لا بل الحداثات الطارئة والمنابر الصارخة الاقليمية او الطائفية أو الأممية الدينية، يعكس أزمة فكر وهوية، مؤكدا أن التعدد يضمن الوحدة المتنوعة، ما يؤدي الى بناء عالم غير قابل لظواهر التناحر والعنف على أسس دينية او عرقية او اقصائية.
ولفت إلى أن الصراع الدائر في المنطقة والإقليم، صراع بين الماضي والحاضر، مضيفاً  
إنه كما في ميراثنا الغني عناصر نعتز بها، هنالك عناصر أخرى تكبل إنسانيتنا وقد تقود بعضنا لمجاهل التوحش وادارته، وبدلا من أخذ الدروس والعبر والانطلاق للأمام هناك من يعملون على الزامنا بالهجرة الدائمة إلى هذا الماضي، والتوغل فيه من دون رؤية ولا عقل.
وأوضح الأمير الحسن أن "إدارة التنوع الديني والثقافي من التحديات الملحة التي تواجهها البلدان في هذا العالم ذي العلاقات المتعددة الأطراف"، مؤكدا أهمية صون حرية الدين والمعتقد وتبني سياسات تعليمية وسلوكية ونفسية، لخلق انسجام أخلاقي بين أركان المجتمع يستند إلى الاحترام المتبادل وقبول الآخر ويؤسس للمواطنة الحاضنة.
ودعا إلى التحول للمؤسسية الانمائية تحت مظلة خطاب وطني موحد، يجمع مكونات الهوية الوطنية الغنية، ويصب في خدمة الصالح العام، بغية اجتثاث خطاب الكراهية والتعصب.
كما سموه أن المواطنة ليست ثمرة المواطن والعيش معا بسلام فقط، بل هي السبيل للوصول الى كل ذلك، ولكل مواطن دور ومسؤولية لتحقيقها، كما يقتضي تحقيق المواطنة ان يكون لدينا صورة واضحة عن نوع المواطن الذي نريده في مجتمعاتنا الغنية بالتنوع، والتي شهدت ظواهر العنف والتكفير الذي لا نطمح اليه.
واستعرض سموه تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2016، والمعنون "الشباب وآفاق التنمية واقع متغير"، مشيرا إلى أنه ينطلق من حقيقة ان جيل الشباب الحر، كتلة شبابية تشهدها المنطقة على مدى نصف القرن الماضي، وتشكل 30 % من سكانها الذين يبلغ عددهم 370 مليون نسمة.
ولفت إلى بناء جسور المعرفة والتواصل والتشبيك بين جميع الفئات المجتمعية على المستويات المحلية والاقليمية والدولية، بغية تحقيق المشاركة الفاعلة للشباب في بناء مجتمعاتهم، والنهوض بأوطانهم ضمن سياسات تتيح لهم ذلك.
وأكد أهمية التفعيل الثقافي العربي القائم على التعددية الفكرية الرؤيوية والمتمثل في الانفتاح على الشعوب الأخرى، وتحقيق التعارف والتواصل الذي يشكل أساس استمرار الحياة البشرية.
وأشار إلى الحضارة الإسلامية في الأندلس، كنموذج لعظمة التواصل الثقافي عبر التاريخ ومثلت جسرا للتواصل والتأثر والتأثير بين الثقافتين العربية والغربية، بالإضافة إلى مساهمات الأندلسيين بمختلف انتماءاتهم. -(بترا - مجدي التل)

وكالة كل العرب الاخبارية



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك