المزيد
أحلام «المتغطرسة»… والقصبي والنص… والشريان الفنان

التاريخ : 24-06-2016 |  الوقت : 04:07:04

تعرفت على الفنانة أحلام قبل نحو عشرين عاما حين ارسل لي صديقي الزميل الصحافي ماهر عباس معها «غرضا» إلى دبي كنت نسيته في الرياض.
وكانت في قمة التواضع المثير للاعجاب حين التقيتها في المطار، لأخذ الامانة منها ، ولم يكن معها مرافقين ولم تكن تستقبل استقبالا خاصا في صالات الشرف.
لذا حين أرى ماتقوم به خلال لقاءاتها التلفزيونية او الصحافية وإصرارها على وصفها بأنها «الملكة» استغرب ذلك باستنكار شديد.
وصار اسم الفنانة أحلام مرادفا للخلافات مع الفنانين والاعلاميين وحروبها الكلامية وتصريحاتها المثيرة والغريبة بشكل يفقدها تعاطف الجمهور معها. 
ولعل المثل على ذلك وقف ادارة تلفزيون «دبي» لبرنامجها «الملكة» الذي لايليق بأي فنان يحترم نفسه، بعد مطالبة الآلاف من المشاهدين وقفه بسبب تصرفاتها التي بدت فيها «متغطرسة» إلى درجة لم يتحمل المشاهدون رؤيتها، وبسبب تصرفاتها هذه اصبحت «أحلام» مادة دسمة للسخرية في البرامج والمسلسلات الرمضانية الخليجية.
حيث قام الفنان السعودي الموهوب ناصر القصبي بأنتقاد الفنانة أحلام ووصفها «بالطقاقة» ، دون ان يسميها مباشرة،في الحلقة السابعة من مسلسله «سيلفي 2»، حيث تناول بسخرية حياة إحدى الفنانات التي كانت «طقاقه» واصبحت تمتلك طائرة خاصة تلميحا إلى شخصية الفنانة الإماراتية أحلام.
والطقاقه هي التي تشارك في احياء حفلات الأعراس في الخليج حيث «تطقطق» ومعها طقاقات أخريات بأهازيج الأعراس ضربا على الدفوف.
انتقدت الفنانة أحلام حلقة مسلسل «سيلفي 2» ،واعتبرتها سقطة بحق المسلسل ونجمه الفنان ناصر القصبي، حيث قالت إنه «بعد حلقة حسرة وطن، والهياط ،وعلى مذهبك، اعتبر حلقة اليوم – تقصد حلقة الطقاقه – لا تحسب للقصبي».
وكذلك تناول مسلسل «دكان ابو نواف» الكويتي الفنانه أحلام حين سخر من برنامجها «الملكة»الذي اوقف بعد حلقتين.
وآخر مناوشات «أحلام»، مهاجمتها للفنان والاعلامي اللبناني عادل كرم مقدم برنامج «هيدا حكي» ،على الهواء خلال لقاء تلفزيوني معه اجراه الاعلامي السعودي المتميز داوود الشريان بقناة الـ «ام بي سي».
حيث فوجئ الشريان باتصال هاتفي من أحلام تهاجم فيه عادل كرم على الهواء وتصفه بـ «الحشرة»، وقالت «أنا أشكر محبتك ومحبة كل الناس لي، وبدلاً من أن تحاسب يا داود هذا الحشرة الذي يجلس على الكرسي بجانبك (…) حاسبه على إساءاته…»، ما دفع الشريان إلى إنهاء المكالمة لأنها «لم تحترم الضيف».
ولكن أحلام لم تصمت بعد ذلك وكتبت مغرّدة عبر حسابها على «تويتر»: «بدل ما تحاسب هالحشرة على أحلام حاسبه على إساءته للسعوديه والخليج يا أستاذ داود».
وفعلت أحلام مثل بعض من يتعرضون للانتقاد من الفنانين والإعلاميين «الضعفاء» في السعودية والخليج ،حيث يستثير هؤلاء «العصبية الخليجية» على من ينتقدهم، ويتهمونه بانه يسيء للخليج وللوطن.
وهذا أمر ليس مفروضا من فنانة خليجية لاشك ان لديها حضور غنائي وفني مميز ولكن غرورها وغطرستها يطيح بهذه المكانة التي وصلت إليها.

القصبي بحاجة إلى نصوص

الفنان السعودي المبدع ناصر القصبي لاشك انه من أفضل فناني الخليج والسعودية ، يتمتع بحضور فني وبأداء تمثيلي متميز قل نظيره.
وبعد مسلسله «طاش ماطاش» اتحفنا القصبي بمسلسله «سيلفي» بجزأيه الاول والثاني ، ولاشك ان بعض حلقاته تتطرق إلى «تابوهات»، اجتماعية ودينية في السعودية لايجرؤ احد على التطرق اليها، عدا احيانا زوجة القصبي الاعلامية والاديبة بدرية البشر في برنامجها الناجح الذي كان يعرض على قناة «ام بي سي»، ولا ادري لماذا توقف البرنامج؟. 
وأجزم ان مسلسل «سيلفي -2» للفنان السعودي ناصر القصبي حاز على المشاهدة الاكثر بين البرامج والمسلسلات الخليجية وربما العربية، ولاشك انه مسلسل متميز وحازت بعض حلقاته مثل «على مذهبك» على الجدل الاوسع في السعوديه ، وحلقة من حلقات هذا المسلسل التي يتعرض فيها للارهاب ،من المؤكد انها تسد عن الف مقالة تتصدى للارهاب.
ولكن للأسف بعض حلقات مسلسل «سيلفي2» كانت اضعف من ان تعرض واقل من قدرات القصبي الفنية والتمثيلية ،مثل حلقة «لجوء» رغم ان فكرتها عظيمة ،فهي تريد ان تظهر كيف ان السعودي «انساني» العواطف والمشاعر ،وتبلغ به إلى حد ان طبيبا سعوديا يعمل في مخيم للاجئين السوريين في تركيا يتحمل مخاطر تهريب اللاجئين من وإلى أوروبا، ويهرب معهم إلى اليونان ومن ثم بلغاريا لكي يوصل طفلة سورية قتل اهلها تحت القصف ،الى اختها التي هربت قبلها ولجأت إلى بلغاريا.
فالمعالجة الدرامية لهذه الحلقة كانت ركيكة والسيناريو ضعيفا إلى درجة قتلت الفكرة الرئيسة التي تريد الحلقة ان تظهرها.
وهذا يجعلنا نؤكد ماقاله الفنان القصبي في لقائه المباشر مع داوود الشريان ،ان هناك ازمة كتاب سيناريو في السعودية ،كتاب يستطيعون فعلا ان يساعدوا الفنان القصبي على تقديم مزيد من الاعمال الفنية.

الشريان وحبه للفن

البرنامج الحواري الذي يقدمه الإعلامي القدير داوود الشريان على قناة «ام بي سي» أثار استغراب العديدين الذين تعودوا ان الشريان مقدم برنامج حواري اجتماعي يعالج مشاكل ادارية واجتماعية في السعودية ،ولايعلم هؤلاء اني حين تعرفت على داوود الشريان كاتبا في مجلة «اليمامه» قبل نحو 37 عاما( وكان في سنته الأخيرة في كلية الإعلام في جامعة الملك سعود،وكان يبدأ مسيرته الصحافية)، كان يكتب عن الفن المسرحي إنطلاقا من حبه لهذا الفن ،ولكني نصحته بأن يكتب في غير الفن، لأن الفن الوحيد الذي كان رائجا في السعودية والمسموح به هو الفن الغنائي الذي راج عربياعلى أصوات طلال المداح ومحمد عبده وسراج عمر وعائشة المرطة.
وبالفعل حول الشريان مسيرة قلمه ،وأصبح واحدا من الكتاب الصحافيين والإعلاميين السعوديين الذين يشار لهم بالبنان.
ولكن حبه للفن بقي دفين نفسه، و يؤكد ذلك مقابلته على الهواء لصديقه الفنان ناصر القصبي.
واكاد ان أجزم ان داوود لو لم يصبح إعلاميا لكان فنانا من طراز القصبي.

سليمان نمر

كاتب فلسطيني

القدس العربي



تعليقات القراء
لايوجد تعليقات على هذا الخبر
أضف تعليق
اضافة تعليق جديد

الحقول التي أمامها علامة * هي حقول لابد من ملأها بالبيانات المطلوبة.

:
:
:
 
أخر الأخبار
اقرأ أيضا
استفتاءات
كيف تتوقع نهاية الاحداث الجارية في قطاع غزة؟



تابعونا على الفيس بوك