يشارك عمال الاردن اليوم الاحد اقرانهم في دول العالم الاحتفال بيوم العمال العالمي الذي يحتفل به في الاول من أيار كل عام، اعتزازا بالدور المحوري الذي يضطلع به العمال في تحقيق التنمية الشاملة والمساهمة الفاعلة في مسيرة بناء الدولة الحديثة. وفيما يعتبر البعض هذا اليوم فرصة للراحة وجمع الاسرة وقضاء وقت ممتع معهم ، يتوجه اخرون الى اعمالهم اليوم، كون عجلة الانتاج لا تتوقف وتدور باستمرار. الى ذلك يحمل الاحتفال بيوم الاول من ايار رمزية معنوية وسياسية واجتماعية انسانية كونه تجسيداً للتضامن العمالي العالمي الذي تتوحد به احتفالات كل عمال العالم بعيدهم الذي تتقاطع به همومهم وتطلعاتهم بعيدا عن اختلاف خصوصية كل دولة وأمة وهوية عمالية، وينتظر العمال الاردنيون وهم يحتفلون بعيد العمال العالمي ان تتحسن احوالهم وظروفهم المعيشية والمعاشية،خاصة في واقع بات قاسيا مؤلما لكثير من العائلات الاردنية. ويستذكر المواطنون بهذه المناسبة ما تحقق لعمال الوطن من منجزات بفضل توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة توفير كل أسباب الرعاية والاهتمام للطبقة العاملة بمختلف المجالات التشريعية والاقتصادية والاجتماعية ، حيث شملت المكتسبات العمالية كل تهيئة فرص التدريب والتأهيل والتثقيف العمالي والتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين لتوفير بيئة عمل آمنة ومستقرة، ويأتي احتفال العمال في المملكة هذا العام بانتظار عدة انجازات في مقدمتها رفع الحد الادنى للاجور لمواجهة الظروف الاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة. *رفع الاجور ربيع خليل « موظف « يقول ان العمال يرتقبون في عيدهم لهذا العام رفع الحد الادنى للأجور وربطه بمعدلات التضخم الاقتصادي الى جانب مطالبته باقرار التشريعات المناسبة التي تتلاءم مع المعايير الدولية لتنظم آلية التفاوض الجماعي الامر الذي يتطلب من الحكومة سرعة إنجاز مشروع قانون العمل الجديد لما يحتويه من مواد تنظم العلاقة بين الشركاء الاجتماعيين وتوفر المناخ المناسب للحوار الاجتماعي، فيما البعض من العمال اختارو ان يقضو عطلة هذا اليوم مع الاهل اما الاخرين فتوجهو الى اعمالهم بهذا اليوم رغم انه عطله حتى تبقه عجلة الانتاج تدور، وان الاحتفال بعيد العمال العالمي يدفعنا للتوقف عند كل إنجاز يتحقق وتحقق ويرى عمالنا إنجازاتهم ونتائج تضحياتهم تتراءى امامهم ويفتخرون بها ويسعون لحمايتها وتطويرها. يوم للعائلة بعيدا عن ضجيج الالات اما عبدالرحيم نوفل « موظف « يقول توجهت الى مدينة العقبة انا والاسرة لقضاء اجازة العطلة  هناك  في العقبة كمقصد سياحي، وفي هذا الوقت من العام اعتبرها واسرتي متنفسا سياحيا وترفيهيا ملائم لنا ولمختلف أبناء المحافظات وهي فرصة للتسوق اذ ان الاجازة تتزامن مع نهاية الشهر والاستعداد ايضا لشهر رمضان المبارك الذي بات على الابواب ومن ثم العيد والامر لا يخلو من التحضير لمثل هذه المناسبات، فالتسوق والاستجمام ابرز عناوين الرحلة. عصب الانتاج أستاذ القانون التجاري المشارك  بجامعة آل البيت المحامي الدكتور عبدالله السوفاني علق على الامر ان جلالة الملك يولي العمال في الاردن اهتماما خاصا ورعاية كبيرة، فهم عصب العملية الانتاجية ومفتاح أي تطور او تغيير اقتصادي وتنموي، مشيرا الى ان توجيهات جلالة الملك للحكومات المتعاقبة افضت الى احداث اصلاحات في تشريعات العمل وتحسين ظروف العمل والعمال في مختلف القطاعات العمالية. ونوه السوفاني «يتطلع الكثير من العمال الاردنيين في هذه المناسبة الى أن يتحسن حالهم في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتدني الاجور». وخلص السوفاني الى أن جميع العمال يتطلعون ويشتركون في تنفيذ رؤى وتطلعات جلالة الملك عبد الله الثاني وخصوصا على صعيد تأمين فرص العمل للشباب والتخفيف من حجم البطالة  وتجاوز ثقافة العيب والقبول بفرص العمل ، وان تتم اجراءات اصلاح سوق العمل بنظرة شمولية وتراعي مصالح العمال واصحاب العمل والعملية الانتاجية في الوطن كله وان لا تتم بشكل قطعي ومفاجىء يعطل المسيرة الانتاجية ويزيد كلفتها ولا يحقق الهدف المنشود من تشغيل الاردنيين، فيما رسالتنا الى عمال الاردن  للاسف  هي ان يعدوا انفسهم لما هو اسوأ جراء الارتفاع في الاسعار وتوالي ارتفاع اسعار النفط بالاسواق العالمية والذي سيلقي بظلاله القاتمة على واقع المعيشة والذي هو شر لابد آت، ومواجهته مطلوبة كما تواجه الكوارث الطبيعية بالمزيد من التلاحم والتخطيط والتنظيم الجيد لتخفيف اثاره وضمان تماسك بنية المجتمع والتلاقي في حوارات مفتوحة، ومفاتحة المواطنين بشفافية عن الاجراءات الحكومية التي تنتهجها في سبيل تقديم المساعدة للفئات محدودة الدخل. ولفت ان الاول من ايار يتزامن هذا العام مع اصلاحات تشريعية واجتماعية واقتصادية اقرتها الحكومة بالتوافق مع الشركاء الاجتماعيين وكان ابرزها تشكيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي يعد مؤسسة استشارية تقدم الرشد والاستشارة للحكومة في قراراتها الاقتصادية والاجتماعية وان المجلس الاقتصادي الاجتماعي هو القاعدة المناسبة التي يجب ان تنطلق منها الحوارات لاسيما انه يضم العديد من ذوي الخبرة والكفاءة في المجال الاقتصادي والاجتماعي ويشارك فيه ممثلون عن الاطراف الثلاثة إضافة إلى ممثلي مؤسسات المجتمع المدني. متى بدأ الاحتفال بالعمال؟ يعود عيد العمال الى العام 1886 حيث اعلن حوالي 350 الف عامل اميركي في الاول من ايار الإضراب العام تحت شعار «ثماني ساعات عمل ، ثماني ساعات نوم ، ثماني ساعات راحة» وتعتبر بريطانيا اول دولة تشهد محاولات للتنظيم النقابي ، بصفتها الدولة التي تفجرت على اراضيها الثورة الصناعية في اوروبا في القرن الثامن عشر. وقد ظل التنظيم النقابي ممنوعاً في بريطانيا حتى العام 1824 ، وحتى بعد ان سمح به فإن القانون الانكليزي لم يعترف رسمياً بالنقابات حتى عام ,1875. الدستور - وكالة كل العرب الاخبارية